بسم الله الرحمن الرحيم 
الخباثة كامنة في الجينـات ؟.؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) تلك المرأة
العجوز كانت نيتها حسنة عندما أشفقت على الضعيف .. ولكنها وضعت الشفقة في
غير موضعها حينما وجدت رضيع ذئب بغير أم فشاركته في لبن شاتها .. فكان
الذئب يرضع من الشاة وهو يافع حتى قويت شوكته .. وذات يوم في غيبة العجوز
رضع منها ثم حدثته نفسه فمزق أحشاءها ونال منها ما نال .. فلما رجعت العجوز
ورأت الكارثة وفقدت شاتها قالت :
بقرت شويهتي وفجعت قومي...................... وأنت لشاتنا ابن ربيـب
غذيت بدرهـا ونشـأت معها.......................فمـا أدراك أن أباك ذئب
إذا كـان الطباع طباع سـوء....................فـلا أدب يفيد ولا أديـب
فهي
كانت تظن أن الذئب سوف يخطأ الظن ويخال أنه ابن تيس من التيوس .. ولكن
تناست أن الفطرة باقية تعشش في الجينات .. ولا يحتاج لدليل ينبئه بأن أباه
ذئب !! .. ولو طال الزمان لمزق الذئب أحشاء العجوز نفسها .. وتلك قصتنا
بدأت مع شرذمة كانت تظهر الضعف في الدهاليز الخلفية من ساحاتنا .. وكانت
تغلبنا الشفقة عليهم .. وكنا نراهم على حاجة شديدة في أحوالهم ونرى ضعفهم
يستوجب الشفقة فنغض النظر عن تواجدهم .. ثم تمسكنوا حتى تمكنوا !! .. وفي
ذات يوم لما قويت شوكتهم استخدموا مخالب الغدر والخيانة .. وكان المشفقون
عليهم هم أول الضحايا لغدرهم .. ذبحوا وطردوا وشردوا .. وهم أهل أقدس
البلاد ليتواجدوا في الخيام .. والعجوز قالت قولاً ولكن قولها راح أدراج
الرياح .. فهي وضعت الشفقة في غير أهلها ثم ندمت ثم قالت قولتها .. ونحن
حينها كنا ندرك جيداَ بأن طباع هؤلاء هي طباع سوء .. ومع ذلك توهمنا كما
توهمت العجوز بأن الإحسان قد يغلب الطباع .. ولكن إذا كان الطباع طباع سوء
فلا أدب يفيد ولا أديب .. وقد صدقت العجوز !! .. فاليوم يافع الذئب أصبح
يمثل أسداَ يجول في الساحات .. ولا حوله ولا قوة لأمة تجتهد في مواجهته ..
بل أصبحت الأمة تمثل يافع حمـل وديع في أشد الحوجة إلى الشفقة !! ..
وسبحان مبدل الحال من حال لحال !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
الجمعة فبراير 22, 2013 3:56 pm