<blockquote class="postcontent restore ">
ملّت مِنّي أمي ذاتَ ليلة فقالَت : "متى تقعينَ في الحُبِّ أيتهُها الخامِدة "؟
أجبتُها سريعاً وأنا أُجهّزُ فِراشي "في الحرب " .!
كفا الله الشر ، حرب ! ردّت وكأنّها تحاوِلُ طردَ أباليسٍ انتشرَت في المكان ،
كانت تحملِقُ
فيّ بينما لا زلت أنظّم جدولَ أعمالي للغد ، حشوتُ نفسي في اللحاف .. قرأتُ
المعوذات ، رمشتُ الرّمشةَ الأولى مِن النوم ،
وبرحمةِ الله أدركتُ أن ثمّة كتلةٌ ما كانت تصوّب عينيها عليّ !
عدلتُ نفسي ..
إحم إحم ، استأنفتُ الحديث : لا أؤمِنُ بالحُبِّ الصادقِ إلا في الحرب ..:/ ،ردّت وتقضينَ باقي العُمرِ أرملة " (
قُلت "تلكَ لذّةٌ أخرى " :*
ختمت وهيَ تنفُضُ يديها حسرة .. تصبِحينَ على سلام /
نمتُ بسرعة .. وقد ضجَّ قلبي بالحُبِّ لذلِكَ الوسيم وأنا أسألُ الله أن يُبعِدَ عنهُ كُلَّ شر ,,
..
أصبحتُ على حرب .. وقد نسيت أُمي أني تبوأتُ مِقعدي مِن الحِكايةِ الليلةَ الماضية ,,
كانت طلقاتُ
الرّصاصِ ودقّاتُ قلبي تتزاحَمُ تريدُ خبراً على سلامتِه .. وصلَ الخبر ..
عنَ ثائِري المِقدام .. حمدتُ الله على رجلٍ لَم يخيب ظنّي ..
وقد تشققت في
مكتوبِه علامات رجولةٍ غيورةٍ على وطنين إحداهُما أنا .. بعثتُ لَهُ بخمسِ
رصاصات .. وكتبتُ لَهُ أن هذا مهري فليحسِن تقديمَهُ لي ..
توالت السّاعات
وبالكادِ كُنتُ أُمسِكُ قلبي .. وصلتني أخبارُ طلقاتي " مُطلِقُهم بخير ,
وبارودةُ مُطلِقهم بخير ، وكلاهما يُحبانِك ,,
عادَ إليّ سالما كما ذهب .. وطرقَ بابَ مَنزلي .. ودخلَ على أبي وأمّي ،
وجدا في عينيّ
الرّضا .. تذكرَت أمّي ما قُلت ,, دُهشَت أُمّي و نظرَت إليّ نظرَتها بأنّي
ثرثارَةٌ كعادتي وما صدقت .. رفعتُ يدي وقُلت بكبرياء " لَم يكُن ليكونَ
هُنا لو أنّي ما أصبَحتُ على حَرب " !
</blockquote>